عباس شاب في الرابعة والثلاثين من عمره، واقفا تحت شجرة عند مدخل البيت، يصلح سيارته التي لا مفاتيح لها. شعر بالتعب، فترك التصليح، وجلس متكئا على الشجرة، وتناول سيجارة، وبينما هو يدخن جاء أخوه الأكبر أسامة، وبعد التحية:
أسامة: ماذا تفعل؟ تدخن ؟!
عباس: كما ترى !!
أسامة: (بتهكّم) هل تعرف حكم التدخين ؟!
عباس: (تنهيدة) أعرف أنه حرام !!
أسامة: ولماذا تفعل الحرام ؟
عباس: (ينفث عاليا في الهواء) ابتلاء ..!
أسامة: يا أخي .. اترك عنك التدخين، الله يصلحك ..
عباس: دعواتك يا شيخنا .. أن يصلحني الله، وأن يصلح سيارتي !!
ظل عباس يخاطب نفسه ويردد: حرام .. حرام .. حرام .. حرام .. حرام ..
أنا أدخن ، واسمع الموسيقى ، وأصلح سيارتي !
وكل حاجة حرام !!
وحرام .. حرام .. حرام .. حرام .. حرام ..
أنا أدخن ، واسمع الموسيقى ، وأصلح سيارتي !
وكل حاجة حرام !!
وحرام .. حرام .. حرام .. حرام .. حرام ..
انتهى
.....
.....
إن من يسمع عباس وهو يردد "حرام .. حرام...." سيدرك أن عباس عند نفسه يرتكب المحرم، كما أن عباس لا يشعر بالحرج من ذلك، ربما لأنه اعتاد عليه. ولنا أن نسأل: هل كُسر حاجز ارتكاب المحرمات عند عباس ؟ ألهذا السبب لن يشعر عباس بكثير من الحرج لارتكاب ما هو محرم حقاً ؟!
لقد بيّن الدكتور محمد شحرور أن المحرمات حصرها الله سبحانه وتعالى في أربعة عشر (14) محرماً في التنزيل الحكيم [1]. ولا شك أن حصر المحرمات في أربعة عشر (14) محرما يجعل لها هيبة ويجعل ارتكابها ثقيل على النفس.
أما تحريم كل ما هو جديد وغريب وتحريم ما اعتادت عليه الناس مثل التدخين والموسيقى والرياضة وغيرها الكثير، فهذا بلا شك سيجعل ارتكاب المحرمات المنصوص عليها مثل عقوق الوالدين، وقول الزور وعدم الوفاء بعهد الله أسهل على النفس.
فمتى سندرك أن الله حدد المحرمات وحصرها في رسالته الخاتمة، وأن أي تحريم يتطلب رسالة أخرى بعد الرسالة المحمدية؟!
أما الذين يسرعون إلى تحريم كل ما جدّ بحجة خوفهم على الناس أو على دين الله، فليتذكروا قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [2]
أخيراً:
عندما يرتكب الإنسان عملا ما، ويكون عند نفسه أنه يرتكب المحرم، فهذا سيسهل عليه ارتكاب المحرمات حقاً! لهذا فالمحرمات عددها أربعة عشر فقط ولا زيادة.
*******
الهوامش
[1] https://twitter.com/KhaledMohajer/status/672881368502837249
[2] سورة الأعراف: 33
[3] سورة يوسف: 67
المراجع:
محمد شحرور، الدين والسلطة - قراءة معاصرة للحاكمية، دار الساقي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2014
فمتى سندرك أن الله حدد المحرمات وحصرها في رسالته الخاتمة، وأن أي تحريم يتطلب رسالة أخرى بعد الرسالة المحمدية؟!
أما الذين يسرعون إلى تحريم كل ما جدّ بحجة خوفهم على الناس أو على دين الله، فليتذكروا قوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [2]
يقول الدكتور محمد شحرور: إن أحسن ما يرد به على الذين يحرمون التدخين هو: "تباً لكم ، من منحكم حق التحريم؟!"
ويضيف الدكتور شحرور: التحريم أبدي وشمولي، ولا يكون إلا لله وحده، يقول تعالى: {إن الحكم إلا لله} [3]
ويضيف الدكتور شحرور: التحريم أبدي وشمولي، ولا يكون إلا لله وحده، يقول تعالى: {إن الحكم إلا لله} [3]
أخيراً:
عندما يرتكب الإنسان عملا ما، ويكون عند نفسه أنه يرتكب المحرم، فهذا سيسهل عليه ارتكاب المحرمات حقاً! لهذا فالمحرمات عددها أربعة عشر فقط ولا زيادة.
*******
الهوامش
[1] https://twitter.com/KhaledMohajer/status/672881368502837249
[3] سورة يوسف: 67
المراجع:
محمد شحرور، الدين والسلطة - قراءة معاصرة للحاكمية، دار الساقي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق