يبدأ خطبة الجمعة بقوله:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد .. إلخ.
وهكذا جُبل الخطباء (وكل من قبض على الميكروفون
بنِية الوعظ) على ترديد القول نفسه، والذي يقول إن النبي أشرف الأنبياء والمرسلين .. فما صحة
قولهم هذا ؟!
I. نبدأ بكتاب الله
1. يقول تعالى: {آمن
الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق
بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} البقرة
285
"المؤمنون" بالرسالة المحمدية
هم من جمع بالإضافة إلى إيمانهم بالله واليوم الآخر، الإيمان بالملائكة والكتب
المنزلة والرسل ﷺ ولا يفرقون بين رسل الله عليهم الصلاة والسلام
والشاهد في الآية: 1. الإيمان بالرسل. 2. عدم
التفرقة بينهم.
2. يقول تعالى: {والذين آمنوا بالله ورسله
ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا} (النساء 152)
والشاهد في الآية: 1. الإيمان بالرسل. 2. {ولم
يفرقوا بين أحد منهم}
3. يقول تعالى: {قولوا
آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما
أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}
والشاهد في الآية: {ولم يفرقوا بين أحد منهم}
4. يقول تعالى: {تلك
الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس
ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد
ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} البقرة 253
في هذه الآية الله سبحانه وتعالى هو الذي
فضل بين رسله وذكر الكليم موسى ﷺ والمسيح عيسى ﷺ، أما "المؤمنون" فلا ذكر لهم في الآية.
5. يقول تعالى: {وربك
أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا} الإسراء 55
وفي هذه الآية أيضاً الله سبحانه وتعالى هو
الذي فضل بعض النبيين على بعض، وذكر داود ﷺ، أما "المؤمنون" فلا ذكر لهم في الآية.
II. كتب الحديث:
1. روى البخاري (3414) ، ومسلم (2373) عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِض سِلْعَتَه، أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَه، فَقَالَ : لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى
مُوسَى عَلَى البَشَرِ، فسمِعه رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَامَ فَلَطَمَ
وَجْهَهُ ، وَقَال: تَقُولُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ ،
وَالنَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبَا القَاسِم،
إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا، فَمَا بَالُ فُلاَنٍ لَطَمَ وَجْهِي؟ فَقَال َ:
لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ ؟ فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِه ِ، ثُمَّ قَال: (لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ،
فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي
الأَرْضِ، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَأَكُونُ
أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِي أَحُوسِبَ
بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّور، أَمْ بُعِثَ قَبْلِي، وَلاَ أَقُول: إِنَّ
أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى)
2. وروى البخاري (3395) ، ومسلم (2377) عن ابْن عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: (لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى).
وهنا يكاد الاتفاق يكون بين السادة الفقهاء
على أن النبي ﷺ إنما قاله على سبيل التواضع، مع أن النبي ﷺ نهى بوضوح عن المفاضلة بين الأنبياء، والنهي كان عاماً (لاَ
تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ) ، وخص موسى ويونس بن متى ﷺ لمناسبة الواقعة.
ولست أعلم كيف فهم أهل الحديث أن نهي النبي كان على سبيل التواضع؟!
ولست أعلم كيف فهم أهل الحديث أن نهي النبي كان على سبيل التواضع؟!
إذن "المؤمن" لا يفرق بين الرسل عليهم الصلاة والسلام، وليس له
ذلك .. الله سبحانه وتعالى هو وحده من يفاضل بين عباده ولم يعطِ لأحد من عباده الحق في ذلك.
وإذا حصلت إساءة لأي منهم، فيجب أن تكون
ردة الفعل هي نفسها. فكما أننا نحزن ونغضب ممن يسيء إلى النبي محمد عليه السلام، فإننا يجب أن نفعل الشيء نفسه مع جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام.
أخيرا:
- لا تُفاضل بين الناس، لأنك إن زعمت أن الأول أفضل من الثاني، فقد يفهم الآخرون أن الثاني به عيب أو نقص.
أخيرا:
- لا تُفاضل بين الناس، لأنك إن زعمت أن الأول أفضل من الثاني، فقد يفهم الآخرون أن الثاني به عيب أو نقص.
للدكتور أحمد صبحي منصور بحث في هذا الموضوع، http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=169783&r=0
ردحذف