سورة الكهف فيها قصص وعبر،
منها: موسى والعبد الصالح (الملك الظالم) – ذي القرنين (الملك الصالح) – أهل الكهف
(الملك الكافر)، وسورة الكهف كغيرها من السور فيها مواضيع علينا دراستها، والثواب في ترتيل آي الذكر الحكيم هو في أي وقت وليس مختص بيوم الجمعة.
**{الحمد له الذي أنزل على
عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً} (الكهف 1)، بدأ الله الإنزال بالحمد، وبدأ الكتاب بالحمد {الحمد لله رب العالمين} (الفاتحة 1)، وبدأ خلق الوجود بالحمد {الحمد لله الذي خلق السموات
والأرض} (الأنعام 1)، وأنهى
الحساب بالحمد {وقضى
بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين}، وأنهى دخول الجنة بالحمد {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}
إن أحمد هو السمة المميزة لمحمد
بن عبد الله ﷺ وهذه الصفة هي على
وزن أفعل وهي للتفضيل {ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}
§
لذا فقد أعطى الله لمحمد ﷺ سمة الحمد المميزة بالتفضيل له على كل الرسل
والأنبياء، فسماه أحمد. وقد فهم العرب الأوائل هذه الصفة على أنها خاصة بمحمد ﷺ لذا فقد امتنعوا عن تسمية أبنائهم باسم أحمد.
§
فلا نرى في صدر الإسلام أو في العهد الأموي من سمى
ابنه
"أحمد" وإن أول اسم صادفناه تاريخياً باسم أحمد هو الإمام
أحمد بن حنبل في العهد العباسي. علماً بأن كثيراً من الصحابة سموا أبناءهم باسم
محمد. أي أنهم فهموا أن اسم
"أحمد" خاص بمحمد ﷺ، كما أن اسم المسيح خاص بعيسى بن مريم.
الكتاب: بالنسبة للنبي محمد ﷺ: هو مجموعة المواضيع التي
جاءت إلى النبي محمد ﷺ وحياً على شكل آيات
وسور وهو ما بين دفتي المصحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، وفيه
الرسالة والنبوة، وهو ما نطلق عليه التنزيل الحكيم.
**{قيما لينذر بأسا شديدا
من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا} قيما أي يحتوي على أحكام
مستقيمة وقال تعالى {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} أي أحكامٌ مستقيمة
المؤمنون: هم الذين صدقوا نبوات
الأنبياء ورسالات الرسل كل في زمنه. فهناك مسلمون صدقوا بنبوة نوح أو هود أو موسى
أو عيسى أو محمد ﷺ وكلهم يؤمن بالله
واليوم الآخر، ورأس الإيمان بنبوة محمد ﷺ هو شهادة أن محمداً رسول الله، وأركانه هي الشعائر (الصلاة،
الزكاة، الصوم، الحج).
**{كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} (الكهف 5)
§
هنا نرى الكلام والقول في آية واحدة، أي هذه
الكلمة التي تخرج من الأفواه لها مدلول الكفر عندما نفهمهما في الذهن لذا قال {إن يقولون} ولم يقل: إن يتكلمون.
§
القول هو الكلام الذي له دلالات في الذهن، لذا
نقول "البلاغة في القول" و"الفصاحة في اللسان". أما البلاغة فنراها
في قوله تعالى {وعظهم وقل لهم في
أنفسهم قولاً بليغاً}
§
هنا يجب أن نفهم أن الألسن الإنسانية ذات شقين:
الشق الأول هو الأصوات التي لها وجود مادي "موضوعي". والشق الثاني هو
دلالات هذه الأصوات في الذهن. وهذه خاصية تميز بها الإنسان، وهي أن الألسن
الإنسانية تتألف من دال ومدلول.
قصة أهل الكهف الآية 9 - 21 {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ...}
**{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا
طَلَعَتْ تَتَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ
تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ
اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ
لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}
§
{وترى}: هذا ما يسمى بـ"الموقف الطبيعي" أي
كما يشعر به الإنسان، ومثال ذلك حين ترى وكأن الشمس تغرب في البحر
**{وَتَحْسَبُهُمْ
أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ
وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ
لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً}
§
كانوا في الكهف كالنائمين، لم يموتوا بل كانوا
أحياء ويتنفسون فترة من الزمن.
§
الرعب والفرار من أهل الكهف لحظة الاطلاع عليهم في
الكهف، لتجنيبهم أي تدخل خارجي.
**{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ
لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا
لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا
لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ
وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً * إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا
عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا
إِذاً أَبَداً}
§
وهذا دليل على أن البعث حق، وأن الإنسان بعد أن
يفنى ويصبح تراباً سيعاد تكوينه
§
وسيبعث الناس (خروجهم من الموت إلى الحياة)
بكينونة مادية جديدة لا تغير في صيرورتها.
**{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا
عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ
فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ
بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ
لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً}
§ نحن في عصر العولمة والأنترنت ومستقبل الأفكار التي تطرح ويتم تسجيلها ونشرها في كتب فإنها لن تضيع. وقصة
أهل الكهف خير مثال على أن الأفكار لا تضيع، فهم هربوا إلى الكهف لأن الناس لم
تقبل أفكارهم واضطهدتهم. وبعدما قضوا مدة من السنين في الكهف، رجعوا فإذا أفكارهم شائعة بين الناس.
فإن كنا ندعوا إلى الحق فإن الأفكار ستنتشر، وإن كانت باطلة فستذهب أدراج الرياح.
v
اعلموا أن الأفكار لا تموت
§
اختلف القوم ماذا سيفعلون بأصحاب الكهف "يتنازعون" بعدما عثروا
عليهم، فرجح رأي "غلبوا" من قالوا ابنوا عليهم مسجداً، بحيث تبقى قصتهم عبرة، ولا يعني
هذا أن اتخاذ المساجد على أي قبر هو صحيح.
§
عندما بعثهم الله بعد هذه الفترة وعرفوا أنهم
لبثوا في الكهف فترة طويلة صعقوا لما وجدوه من تطور وتغير حدث على القوم وأصبح
القوم مؤمنين لذلك، وتوفوا بعدها لأنه ليس زمانهم!!
**{سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ
رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً
بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ
بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ
مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً}
§ نحن لا نعرف عدد فتيان الكهف بدقة كما أننا لا
نعرف كم لبثوا، والآية أشارت إلى مدة بقائهم في الكهف علماً أن سنين قد تكون جمع
سنة ولكن السنة ليست بالضرورة كما نعتبرها في تقويمنا الحالي (365 يوما) وهو ما سمي
في التنزيل الحكيم مفردة (الحول)
§ العام مقياس للزمن مرتبط بحدث {يحلونه عاماً ويحرمونه
عاماً}، {أماته الله مائة عام}، فهو معرف دائماً، لذلك لا نجد (عاماً مما تعدون)، بينما السنة مقياس
للزمن بشكل نسبي {وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون}، أو كعد بشكل عام دون ربط
بحدث معين {ضربنا
على آذانهم في الكهف سنين عدداً} أي كفترة زمنية.
§
الحيوان الوحيد (غير الأنعام) الذي دمجه الله مع
الإنسان هو الكلب عندما قال عن أهل الكهف {ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} لقد اعتبر الكلب واحداً
منهم. أما قول الرسول ﷺ فهو في حينه حيث
كان لا يوجد لقاحات لأمراض الكلاب، وقد أمر الرسول ﷺ بقتل الكلاب الضالة التي لا صاحب لها لخطرها على الناس. أما
ماعدا ذلك فدعك من هذا الهراء، وأنا (والكلام للدكتور محمد شحرور) أتمنى أن يكون عندي واحد.
**{ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين
وازدادوا تسعا} (الكهف 25)
§
لفظ "مائةٍ" تمييز "ثلاث". والتمييز لا يتعدد،
بمعنى أنه ليس هناك تمييزين لنفس الكلمة، وعليه تكون كلمة "سنينَ" ليست
تمييزا للعدد وإنما هي ظرف زمان، مجهول المدة، ولا يدل على عدد السنين الشائع (365 يوما).
§
الواو فى "لبثوا" عائدة على أهل الكهف وهي كذلك فى الفعل
"وازدادوا" بمعنى أن الزيادة كانت فيهم هم أنفسهم وليست فى السنين وإلا
قال [وازدادت تسعا]. لأن الواو في "لبثوا" و "وازدادوا" تدل
على العاقل.
← فهل كان عدد أصحاب الكهف ثلاث مائة ثم ازدادوا تسعا ؟!
**{واتل ما أوحي إليك من
كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً} (الكهف 27)
§ من هنا يجب أن نفهم أن كلمات الله نافذة لا مجال
لتبديلها ولا خيار لنا في تنفيذها أو عدم تنفيذها لأن كلماته عن الوجود ونواميسه
العامة وأحداثه الجزئية حين وقوعها.
§ هنا قال عن كلمات الله: إنها غير قابلة للتبديل
وإن الإنسان لا يستطيع أن يحيد عنها {ولن تجد من دونه ملتحدا}
§ وهكذا نفهم قوله تعالى: {قل لو كان البحر
مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} (الكهف 109). بما
أن كلمات الله هي عين الموجودات ونواميسها العامة والخاصة حين وقوعها، ونعلم الآن
مدى كبر هذا الكون حسب معلوماتنا، فلو أراد الله سبحانه وتعالى أن يصف لنا
الموجودات من خلال كلام الإنسان، للزم أن يكون البحر مداداً لهذه الكلمات ولا
يكفي.
**{وَقُلِ الْحَقُّ مِن
رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} (الكهف 29)
§
الكفر هو اتخاذ موقف عدائي معلن من أمر معين،
فعندما نقول عن فلان كافر يجب أن نحدد كافر بماذا، فأنا مثلاً كافر بفقه الشافعي،
والمقصود في الآية التي ذكرتها {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} هو الكفر بالله (عكس الإيمان به)، وهذا يؤكد
قانون الأضداد الموجود في الطبيعة والإنسان، وأن الاختلاف طبيعي ، والله خلقنا لنعبده بكل
حرية {وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات56)، أي نمارس حريتنا في الطاعة والمعصية وهذا هو
معنى العبادية، ولذلك أُمرنا أن نكفر بالطاغوت الذي يجبر الناس على طاعته.
§
لا يحق لأحد تكفير أي أحد، حتى لو أعلن الكفر.
نكران التطور شرك بالله،
كيف؟
**{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ
جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً* كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ
تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً* وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ
فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ
نَفَراً* وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن
تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ
إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً* قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ
وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن
نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً* لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ
بِرَبِّي أَحَداً}
§ نلاحظ بهذه الآيات أمر هام جداً، وصف وضعاً
نموذجياً في هذه الحياة الدنيا، وصاحب هذا الوضع النموذجي يختار ويقول {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ
مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً} ولكن المهم قوله {مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً} ومن يظن أن (هذه لن تبيد
أبداً) فإن الساعة عنده لا معنى لها لذا قال {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} لأن أي وضع لا يتغير
يتطلب شيء أساسي هو اختفاء ظاهرة الموت، وباختفاء ظاهرة الموت تثبت الأشياء كلها،
ويصبح للزمن معنى آخر. فماذا أجابه صاحبه؟ أورد له قانون التطور والتغير فقال له {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي
خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} أي أن قانون التغير
هو القانون الأساسي في هذا الكون، ثم قال {لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ
بِرَبِّي أَحَداً} وصاحب الجنة لم يقل إني أشركت بل قال {مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً}. وبهذا فإن نكران التطور
والتغيير هو من أكبر مظاهر الشرك لأن الثبات لله فقط.
§ وهنا مصداقية قوله تعالى {وَمَا يُؤْمِنُ
أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}، أي أن العرب الآن شركهم شرك حال وليس شرك مقال،
ولا يوجد مشرك أكثر منهم في الأرض، وأورد مثال على ذلك: أمهات كتب الفقه التي كتبت
منذ أكثر من 1000 عام تجعلونها مراجع لكم، وإن صلُحت منذ ألف عام، فحاولوا أن
تطبقوها اليوم، ولا يمكن تطبيقها إلا بالإكراه ويتم تدمير المجتمع بها وسيزيد عدد
الملحدين، ما صلُح لهم لا يصلح لنا. ولا يجمعنا معهم ومع الصحابة إلا الشعائر، حتى
فَهمِنا للأحكام يختلف، فحكم التعددية الزوجية منذ أن بعث محمد إلى اليوم لم يطبق،
ومثله كثير من الأحكام .
§ أرجو أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار، وإن أردنا تطبيق
الأحكام في كتب الفقه فلن يكون ذلك إلا تحت حكم مستبد. وكفانا مزاودة ولنعلم أن
حرية الاختيار هي كلمة الله العليا التي سبقت لكل أهل الأرض، وكل أهل الأرض عباد
الله وليسوا عبيده.
**{ودخل جنته وهو ظالم
لنفسه} (الكهف 35).
§
الجنة هي أرض مغطاة بأشجار وأغصان وما شابه ذلك
ولها معنى إيجابي دائماً. فالبستان المشجر المزروع يقال له جنة.
**{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ
وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن
نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} (الكهف37)
§ ولا أرى تعارضاً دينياً مع نظرية دارون، وهنا
"رجل" تدل على من يمشي على رجلين، ويقول أيضاً {وَقَدْ خَلَقَكُمْ
أَطْوَاراً} (نوح
14).
§ اقرأ آيات التنزيل المتعلقة بآدم والخلق، وضع في
اعتبارك أن زوجه ليس امرأته وإنما مجموعة بشرية أخرى، وأن الجنة هي غابة على
الأرض، والهبوط هو الخروج وليس النزول من السماء، وأن نفخة الروح هي الطفرة التي
حولت الكائن البشري الشبيه بالحيوان إلى إنسان عاقل يمشي على رجلين.
**{المال والبنون زينة
الحياة الدنيا} (الكهف 46)
§ البنون: جاءت من الأصل "بنن" [من بنن- بنى جمع جمع للبنيان]
وتعني اللزوم والإقامة، وعندما يتزوج الذكر فإنه يبني على الأنثى وكان يبنى له
خيمة منفصلة عند العرب، أما لفظة الابن فقد جاءت من "بنو" وهو من
التوليد وجمعها أبناء فنقول ابن فلان وابن المدينة وابن القرية. فالمعنى الحقيقي
للبنين هو من اللزوم والإقامة وهذه هي صفة الأبنية والبنيان، وقد جاءت في المعنى
الحقيقي في قوله تعالى {أمدكم بأنعام وبنين} (الشعراء 133) هنا ربط البناء بتذليل الأنعام فلولا تذليل
الأنعام لما استقر الإنسان وبنى له مسكنا. وقوله {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} (الكهف 46) فالبنون
هنا هي الأبنية منا للزوم والإقامة وليس الذكور منا لأولاد والمال كل ما يمول به
الإنسان من نقد ومواد تحويلية فقوله: {والبنون} يعني الأبنية التي هي المواد غير المنقولة.
الباقيات الصالحات هي الصدقات.
**{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى
الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ
هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}
§ ما أستطيع تأكيده أن مقاييس العدالة الإلهية
المطلقة لا يمكننا مقارنتها بمقاييسنا الإنسانية، وبالنهاية {ولا يظلم ربك
أحدا}
§ وبما أن السؤال مشروع، فأسأل: هل يمكن أن تحوي
الجنة حاكم مستبد أو انتحاري قتل العشرات بنية طيبة ولا تحوي عالم أو طبيب أنقذ
مئات الآلاف لأنه ملحد؟!
§ المجرمون هم من لا يؤمنون بالله وباليوم الآخر،
وهؤلاء ليس لهم حساب يوم الحساب، بمعنى أن المجرم الذي لا يؤمن بالله واليوم الآخر
لن يدخل الجنة فهو لم يحقق الشرط الأساسي للنظر في كتاب أعماله والذي لم يغادر
صغيرة ولا كبيرة.
§ والإجرام نوعان:
1.
من قطع صلته بالله واليوم الآخر فحسابه على الله.
2.
من قطع صلته بالمجتمع ونحن نسميه اليوم بالمجرم
كالقتل والفحش والغش ونحن لنا علاقة وحساب معه.
**{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا
إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ
لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} (الكهف50)
─ إبليس كان
من الجن والله تعالى رفعه لمرتبة الملائكة، لكن الملائكة لا تملك خيار المعصية،
فعصى إبليس أمر الله ليحقق بذلك جدلية الخير والشر.
فالله قال للملائكة وقوله الحق، وأمر إبليس. وهذا يؤكد أن إبليس عصى الأمر ولم
يخالف القول.
─ الفسوق
هو الخروج عن أوامر رب العالمين وعصيانها. فأوامر رب العالمين لا تعني شيئا
بالنسبة للمترفين.
**{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ
أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ
تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلاً} (الكهف 55)
§
السلطة مرتبطة بالسماح والمنع،
ولا يوجد سلطة في العالم إلا وتملك أداة الإكراه، من لا يملك أداة الإكراه لا يمكن
أن يكون له أي سلطة.
§
{لا إكراه في الدين} (البقرة 256): وهذه لا النافية، أي أن كل شيء يقوم على الإكراه ليس من الدين، ليس من الرسالة المحمدية
وليس دينا.
**{ولقد صرفنا في هذا القرآن
للناس من كل مثلٍ وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} (الكهف 54).
§
لقد ميز القرآن الكريم جدلاً خاصاً بالإنسان، فإذا
كان هناك جدل للأشياء المادية فإن هذا الجدل ينطبق على الإنسان لكونه كائناً حياً
مادياً أي بشراً، لذا قال {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}. أي أن هناك جدلاً خاصاً بالإنسان لا يوجد لغيره من
الأشياء وهذا الجدل هو جدل الفكر حيث أن الإنسان يتميز عن بقية الأشياء بأنه كائن
عاقل مفكر لذا فإن جدل الإنسان والمعرفة الإنسانية في القرآن يقوم على المبدأ
التالي: [إن الحق والباطل "الحقيقة والوهم"
في الفكر الإنساني ملتبسان في علاقة جدلية لا تتوقف بحيث يفرز الحق عن الباطل
لفترة معينة ثم يعود هذا الإلتباس من جديد أشكال جديدة، فيحتاج إلى فك جديد وهكذا
دواليك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها]
قصة موسى عليه السلام
والعبد الصالح،
من قوله تعالى: {وَإِذْ
قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ
أَمْضِيَ حُقُباً} (60) إلى قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ
يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا
صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا
كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ
مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً} (82)
1.
{وعلمناه من لدنا علما} (الكهف 65)
العلم اللدني: هو هراء اخترعه
المتصوفة استناداً إلى هذه الآية، وبرأيي فهمهم للآية خاطئ ولا أساس له، فالعلم
اللدني يعني علم الحاضر، وعندما أقول ماذا لديك؟ تقول لدي كذا وكذا، وفي الآية
الله تعالى يعطي العبد الصالح ماذا يحصل الآن في المنطقة التي سيذهب إليها. والغلام
كان ذاهباً لارتكاب جريمة والعبد الصالح اطلع على هذا وتصرف ولكن موسى ﷺ لم يقبل تصرفه،
والآن لا يمكن أن تقبل المحكمة بعلمك أن القتيل كان ذاهباً ليرتكب جريمة سبباً
كافياً لقتله.
** وهذا الموقف يبين
التناقض الذي يحدث إلى اليوم، في كل أنحاء العالم وخاصة في الدول العظمى، بين
مؤسسة القانون (النائب العام = السلطة القانونية) وهي ما يمثله موسى،
والمؤسسة الاستخباراتية (جمع المعلومات = السلطة المعرفية) وهي ما يمثله
العبد الصالح. فأخبره بما يحصل الآن ليعلم موسى ﷺ أن الله يتدخل في
بعض الأحيان بمقاييس عدالة لا يقبلها عقلنا الإنساني. لذا قال له {لن تستطيع معي صبرا}
** أما القول بأن
أحداً يعلم ما في المستقبل، فهذا محض هراء.
2.
ونؤكد مرة أخرى أن مقاييس العدالة الإلهية المطلقة
لا يمكننا مقارنتها بمقاييسنا الإنسانية مطلقاً.
3.
في قصة موسى ﷺ مع العبد الصالح في سورة الكهف نبأه العبد الصالح عما تؤول
"ما تنتهي" إليه الأحداث التي قام بها، ولم يستطع موسى الصبر عليها لذا
قال له: {سأنبئك بتأويل ما
لم تستطع عليه صبراً} وبعد
الانتهاء من التأويل قال له: {ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبراً}
4.
موضوع الضمائر في التنزيل الحكيم شائك جداً ويحتاج
إلى كثير من الدراسة، فتجد في قوله تعالى {قل هو الله أحد} هناك ثلاثة أطراف، الله وجبريل ومحمد، وقد تدل ال
(نا) عن الله وحده، لكن قد تدل على الله مع الملائكة، وجبريل رسول يطلع أحياناً
على الغيب {عَالِمُ
الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن
رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} (الجن 27-28)، و"أردت" و "أردنا" تعود للعبد الصالح
بأمر من الله. وهو ما يسميه العامة (الخضر) وليس محمد ﷺ لأن موسى ومحمد لم يلتقيا.
**{ولا أعصي لك أمرا} (الكهف 69)
§
ما معنى فعل أمر؟ فعل
"أمر" في اللسان العربي له خمسة أصول صحيحة "ابن فارس".
1.
الأمر ضد النهي في قوله تعالى: {ولا أعصي لك
أمرا}
2.
الأمر بمعنى الشأن كقوله: {واتبع هواه وكان أمره
فرطا}
3.
العلامة كقولنا جئت لعندك بأمارة كذا وكذا.
4.
الدهشة والتعجب كقوله تعالى {قال أخرقتها لتغرق أهلها
لقد جئت شيئا إمرا}
5.
النمو والزيادة. وفي هذا المعنى جاءت في قوله
تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قري
أمرنا مترفيها}. أي نموا وزادوا،
فمترف واحد لا يدمر مجتمعا بل يجب أن يكون عدد كاف من المترفين هذا ما نسميه
بالمصطلح الحديث "طبقة اجتماعية".
** قصة ذي القرنين {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي
الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً} (الكهف 83)*
§
لم يتكلم الدكتور شحرور عن قصة ذي القرنين
§
وأظن أن البحث الذي قام به أبو الكلام آزاد لشخصية
ذي القرنين (كورش) وحدد مكان سد يأجوج ومأجوج
**{آتُونِي زُبَرَ
الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا
جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} (الكهف 96)
§ {آتوني زبر الحديد} أي آتوني قطع الحديد، وهذا يعني أن الزبر فيه معنى التقطيع، وأنّ
الزبرة هي القطعة، وجمعها زُبَر، وعليه يمكن أن نقول إنّ الزبور هو: كتاب أقتُطع
من غيره من الكتب، وليس المقصود به الكتاب بالذات، ولماذا لم يقل الله تعالى {وآتينا داوود كتاباً}؟
§ ولو كان معنى الزبور الكتاب، فما معنى قوله تعالى {جاءتهم رسلهم بالبينات
وبالزبر وبالكتاب المنير} فلو كان المقصود بالزبر أي بالكتب، فلماذا التفريق بينهما في القرآن
الكريم؟؟! فما معنى التفريق؟؟؟!
§ لمّا استفتينا القرآن وجدنا أنّ الزبر فيه معنى
التقطيع، وعليه يمكن أن نقول أنّ الزبور: كتاب أقتُطع من غيره من الكتب، أي قطعة من كتاب.
§ والكتاب يمكن أن يكون سبق أن نزل، ثمّ نزلت منه
قطع على أنبياء آخرين بعد ذلك، أي قطع أُخذت من كتاب ينزل، ونزل قبل ذلك على
اعتبار وحدة دعوة الأنبياء في الجانب العقائدي فلا يمنع أن ينزل شيء من الكتب على
انبياء كانت نزلت مع أنبياء سابقين.
§ فالزبور، قطع من كتاب قد نزل سابقاً أو سينزل
لاحقاً، والمعلوم أنّ أهل السنة، اختلفوا مع المعتزلة بالقول في أن القرآن غير
مخلوق، ووجوده، لا بداية له، أي أزليّ، فهو سابق في الوجود وسابق في اللوح
المحفوظ، وهو أسبق من وجود الكتب ومن وجود الرسل.
**{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ
يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} (الكهف 97)
§
تاء الجهد، أو تاء الاستطاعة
§
التاء في {وَمَا اسْتَطَاعُوا} للجهد في التنقيب
§
أي أن التاء حين تدخل على الفعل، تعني أن جهداً
إضافياً بذل فيه، مثال: خرج .. تخرج، حمل .. تحمل، بعد .. ابتعد، حل .. احتل، ذكر
.. تذكر، سل .. استل.
**{ونفخ في الصور فجمعناهم
جمعاً} (الكهف 99)
§
الصيرورة الثانية بقوانين جديدة
**{وعرضنا جهنم يومئذٍ
للكافرين عرضاً} (الكهف
100)
§ هنا العرض ليس بمعنى البعد الأصغر، وإنما من
"معرض"، وعرض الشيء أظهره بشكل جلي. فلفظة (عرضنا) جاءت من (عرض) ومنها
جاء العرض والمعرض والأعراض فنقول هنا عرض عسكري.
§ أي أن النار ستعرض لهم وسيرونها رأي العين معروضة
أمامهم، فالجنة والنار لم توجدا بعد وفي العالم الآخر ستعرض الجنة والنار مكان
السموات والأرض.
**{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} (الكهف 103- 4)
§ أي أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي.
**{قُلْ إِنَّمَا أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ
كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (الكهف 110)
─ المقصود
هنا هو الرسول ﷺ، ولا ننسى أنه بشر، والبشر
يصيب ويخطئ ويفرح ويغضب، وهذا لا يمنع أنه على خلق عظيم، ولا ننسى أن العصمة هي في
مقام تبليغ الرسالة فقط.
عبر
القرآن عن الوجود الإلهي بالصفات التالية:
§ لا ينطبق عليه القانون الأول والثاني للجدل {ليس كمثله شيء} (الشورى 11)
§ بأنه واحد في كمه {أنما إلهكم إله واحد} (الكهف 110)
§ بأنه أحادي غير ثنائي في كيفه. {قل هو الله أحد} (الإخلاص 1)
§ عدم التناقض حيث أن الوجود الموضوعي الأحادي لا
يحتوي على التناقضات في ذاته وبالتالي غير قابل للفساد والتغير "الهلاك" {كل شيء هالك إلا وجهه} (القصص 88)
§ لا تنطبق عليه معادلة الزمان حيث أن الزمان
والمكان بمفهومه الحالي هو من صفات المادة الثنائية المتغيرة {هو الأول والآخر
والظاهر والباطن} (الحديد
3)
خاتمة
إن قصة أهل الكهف تقول
أنك إذا كنت تدعو إلى الحق فلا تخف، ولو أنك مت ومضى الوقت فإن ما تدعو إليه سيصبح
عادة بين الناس. لقد هرب أهل الكهف خوفاً على حياتهم، ثم عادوا ووجدوا الأمر
عادياً بين الناس، وهذا كي لا ييأس المصلحون بأن ما يدعون إليه سيندثر بعد موتهم وإنما
سينتشر.
--------------
* توصل أبو الكلام آزاد
لشخصية ذي القرنين (قورش أو كورش) وسد يأجوج ومأجوج الذي أقامه بين
بحر قزوين والبحر الأسود كما ذكرها القرآن
شخصية ذي القرنين
المذكورة في القرآن pdf