يجب على
الأدب أن يلامس حياة الناس، بل يجب عليه أن يلبس عباءتهم، أن ينفث هموم صدورهم، أن
ينفض الغبار عن أعينهم، ويزيل غشاوة الجهل عن عقولهم، وأن يلتصق بهم كجلودهم، وأن
يقرصها إن لزم الأمر. وما الأدب إلا حياة الناس منطوقة مسموعة ومكتوبة مقروءة. لذا
يجب أن يقرأ الأدب الواقع وأن يتفاعل معه ليكشف جانبا من حقيقته.
ومن بين الذين استطاعوا أن يكشفوا واقع الحياة بأدبه الرائع، حيث قصته القصيرة ومضة لا تشعر إلا بدهشة نهايتها، وأبياته الراقصة وشذراته عميقة المعنى، المغرد الشذري مازن حمزي (@abulmozn)* المغرد الذي يراه محبوه منار علم يرشدهم وينور أمامهم ما أظلم عليهم في مجتمع المنع والدس والتلفيق. فمازن ليس بحريص على إقناع الآخرين بما يعتقده هو، لكنه يدافع عن حرية الآخرين في اعتقاداتهم وتصوراتهم واختياراتهم. وهو حتى في مواجهة الأوهام لا يستخدم إلا العقل دون عنف أو تجريح. وأما تغريداته فلها طابعها المتفرد، إنها حركة في سكون الرتابة، وملجأ من سطوة الروتين، إنها ألوان الحياة في كلمات ومعاني.
في إحدى تغريداته يقول مازن: "نحن هنا لنعيد تعريف الأشياء من جديد، عابث من يفعل غير ذلك"، إنها دعوة للتحرر من المعطى، للتساؤل عنه واخضاعه لمتغيرات الزمان والمكان، إنها دعوة لإبداع المفاهيم. ويقول عن تويتر: "تويتر يصلح ما أفسدته وزارات التعليم والإعلام العربية في عقولنا. والعلاج بسيط وسهل: الوضوح والصدق". وهل يفسد العقل إلا التقليد، وغياب السؤال ورفض الحوار، والتسليم بوصفات جاهزة تؤمن له اليقين المطلق؟
إن إحدى وظائف الفن والأدب هي الحفاظ على إثارة المتلقي وجذب انتباهه وذلك بتقديم التنوع والابداع واعتماد عنصر المفاجأة. وبما أننا نعيش في عصر السرعة، والسرعة لدى الإنسان تعني الانتهاء، وكلما بعُد الانتهاء قَرُب السأم منه، لذا فإن إنسان السرعة يفضل من الأدب القصة القصيرة والقصيدة ذات البيتين أو الثلاثة، والشذرة التي تجمع شتاته في كلمات.
ومن بين الذين استطاعوا أن يكشفوا واقع الحياة بأدبه الرائع، حيث قصته القصيرة ومضة لا تشعر إلا بدهشة نهايتها، وأبياته الراقصة وشذراته عميقة المعنى، المغرد الشذري مازن حمزي (@abulmozn)* المغرد الذي يراه محبوه منار علم يرشدهم وينور أمامهم ما أظلم عليهم في مجتمع المنع والدس والتلفيق. فمازن ليس بحريص على إقناع الآخرين بما يعتقده هو، لكنه يدافع عن حرية الآخرين في اعتقاداتهم وتصوراتهم واختياراتهم. وهو حتى في مواجهة الأوهام لا يستخدم إلا العقل دون عنف أو تجريح. وأما تغريداته فلها طابعها المتفرد، إنها حركة في سكون الرتابة، وملجأ من سطوة الروتين، إنها ألوان الحياة في كلمات ومعاني.
في إحدى تغريداته يقول مازن: "نحن هنا لنعيد تعريف الأشياء من جديد، عابث من يفعل غير ذلك"، إنها دعوة للتحرر من المعطى، للتساؤل عنه واخضاعه لمتغيرات الزمان والمكان، إنها دعوة لإبداع المفاهيم. ويقول عن تويتر: "تويتر يصلح ما أفسدته وزارات التعليم والإعلام العربية في عقولنا. والعلاج بسيط وسهل: الوضوح والصدق". وهل يفسد العقل إلا التقليد، وغياب السؤال ورفض الحوار، والتسليم بوصفات جاهزة تؤمن له اليقين المطلق؟
إن إحدى وظائف الفن والأدب هي الحفاظ على إثارة المتلقي وجذب انتباهه وذلك بتقديم التنوع والابداع واعتماد عنصر المفاجأة. وبما أننا نعيش في عصر السرعة، والسرعة لدى الإنسان تعني الانتهاء، وكلما بعُد الانتهاء قَرُب السأم منه، لذا فإن إنسان السرعة يفضل من الأدب القصة القصيرة والقصيدة ذات البيتين أو الثلاثة، والشذرة التي تجمع شتاته في كلمات.
ومن
شذراته:
-
"خذني معك
كلمة تكفي لإقامة دولة عليها ، وليست قصيدة"
كلمة تكفي لإقامة دولة عليها ، وليست قصيدة"
- "طالما أن الحمقى
بخير لن يشقى كتاب الأدب الساخر"
-
"كل شريعة راضية عن حكامها إلى درجة إنكار الذات"
-
"لا تبحث عن جنة في السماء وأنت لم تترك واحدة مثلها على الأرض"
-
"الوحدة : شرفة تطل على الداخل"
ومازن "المغرد الشذري" صديق المجتمع الذي لا يداهنه ولا يهرب منه إلا إليه، كما تعلن عن ذلك تغريداته، فتجده تارة يكشف ما يتعرض له المجتمع من ظلم واستغلال، وتجده تارة أخرى يواجه المجتمع بكشف عاداته وممارساته الظالمة بكل وضوح، ولهذا تجده يهتم بمواضيع مثل اضطهاد المرأة في المجتمع الذكوري أحادي التكوين، والتأكيد على حرية الرأي والتعبير، وموضوعات الأخلاق والتربية والتعليم والدين والفن والسياسة. وما اهتمامه بهذه الموضوعات إلا نتيجة وعيه بالواقع المعاش وما وصلت إليه الحال من تقهقر وانحطاط من جهة، ومن جهة أخرى هو نتيجة شعوره بالمسؤولية إزاء مجتمعه، فمثلا يقول:
ومازن "المغرد الشذري" صديق المجتمع الذي لا يداهنه ولا يهرب منه إلا إليه، كما تعلن عن ذلك تغريداته، فتجده تارة يكشف ما يتعرض له المجتمع من ظلم واستغلال، وتجده تارة أخرى يواجه المجتمع بكشف عاداته وممارساته الظالمة بكل وضوح، ولهذا تجده يهتم بمواضيع مثل اضطهاد المرأة في المجتمع الذكوري أحادي التكوين، والتأكيد على حرية الرأي والتعبير، وموضوعات الأخلاق والتربية والتعليم والدين والفن والسياسة. وما اهتمامه بهذه الموضوعات إلا نتيجة وعيه بالواقع المعاش وما وصلت إليه الحال من تقهقر وانحطاط من جهة، ومن جهة أخرى هو نتيجة شعوره بالمسؤولية إزاء مجتمعه، فمثلا يقول:
-
"تعيش المرأة العربية حياتها وتتصرف على أنها لص أو جندي هارب
مع أن كل ما تفعله طبيعي لكن طبيعة الرجل العربي اضطرتها لذلك
المرأة عدوة نفسها"
مع أن كل ما تفعله طبيعي لكن طبيعة الرجل العربي اضطرتها لذلك
المرأة عدوة نفسها"
- "لن يتحسن العالم
العربي إلا حين تحصل المرأة على كل حقوقها"
- "ارتفاع الوعي عند
النساء يضمن تربية جيل أفضل
وأكثر إزعاجا للمنتفعين والفاسدين والخونة"
وأكثر إزعاجا للمنتفعين والفاسدين والخونة"
- "يكفي أن تربي ولدك
على الشجاعة والصدق لتبني وطنا"
- "درسوا أطفالكم
عبقرية العلوم والفنون والأدب وكيف أسهمت في صنع الحضارة
وتذكروا أن التعليم الجيد لن يثمر في أسرة ضائعة"
وتذكروا أن التعليم الجيد لن يثمر في أسرة ضائعة"
- "لا يوجد جيل جيد
في الدين وضعيف في الإملاء والفلسفة والنحو والأدب والرياضيات
إما أن يكون التعليم جيدا في جميع شؤونه أو كالحذاء القديم المثقوب"
إما أن يكون التعليم جيدا في جميع شؤونه أو كالحذاء القديم المثقوب"
- "إن من يدعو إلى
الله لن يشتم أحدا. سمعت طفلا صغيرا يقول ذلك"
- "لا تستهن بفساد
وظيفي أو أخلاقي بسيط فالأخلاق تنهار تباعا كأحجار الدومينو"
- "كيف تريدني أن
أفكر في الجنة اللامحدودة بحدود العقل والأدب والعرف ؟"
وقد تكون تغريدته عل شكل تساؤل ليتفاعل معه
متابعوه: "هل تخشى من التعبير عن رأيك في مواقع التواصل؟"
وقد يستخدم الرمزية أحيانا: "لحية المجتمع الكثة هي السبب دائما في حجب أشعة الشمس عنه".
وفي أدب القصة القصيرة جدا تتضح حساسية مازن الأدبية والجمالية، وخياله الإبداعي في إلتقاط الصورة. وهنا أيضا تطفو سخريته على السطح، والتي تتمثل في تصوير سلوك أو شخصيات من الواقع، ومنها:
وقد يستخدم الرمزية أحيانا: "لحية المجتمع الكثة هي السبب دائما في حجب أشعة الشمس عنه".
وفي أدب القصة القصيرة جدا تتضح حساسية مازن الأدبية والجمالية، وخياله الإبداعي في إلتقاط الصورة. وهنا أيضا تطفو سخريته على السطح، والتي تتمثل في تصوير سلوك أو شخصيات من الواقع، ومنها:
- "صلى الظهر وعاد
إلى مكتبه لا شيء على جدول أعمال معاليه في العشر الدقائق القادمة اِلتقط مسبحته
الأنيقة وراح يسبح باسم الحاكم"
-
"ذهبَ ليساعد جارته في إصلاح سريرها شبه المكسور ، فكسراه"
أما أبياته التي لن أطيل الحديث عنها، فأختار منها:
أما أبياته التي لن أطيل الحديث عنها، فأختار منها:
عند
جمالك ِ
تقف الأرض ثمان ليالٍ
تغرق سبع بحور فيهِ
قد خدعوك
فمن سيصوّر بالكلمات
وبالألوان ؟
كذبَ الشاعرُ
والرسّام
تقف الأرض ثمان ليالٍ
تغرق سبع بحور فيهِ
قد خدعوك
فمن سيصوّر بالكلمات
وبالألوان ؟
كذبَ الشاعرُ
والرسّام
وله
أيضا:
كان يقيني
أنّ البحر حين يلامس قدميها
لن يتوضأ طيلة هذا العام
وستنسيه صلاة الشكر
صلاة الفجر
كان يقيني
أنّ البحر حين يلامس قدميها
لن يتوضأ طيلة هذا العام
وستنسيه صلاة الشكر
صلاة الفجر
وله أيضا:
يا ربّ إِنَّ حبيبتي تلهو = في حين قلب مُحبّها أعمَى
فامنحني اللهمّ غيرهما = وابعثْ لقلبي مثلها حُمّى
وختاما، ما كانت
التغريدات وحدها لتعرفنا حقيقة المغرد الشذري "مازن"، ولكن الذي قد نتفق عليه أن تغريداته توضح لنا الكثير من آرائه وتوجهاته، كما أنها تكشف لنا عن فكره
واتجاهاته، وتبين لنا مدى ثقافته واطلاعه.
بعد الختام:
- إن الذي يحاول حجب الشمس بيديه، لن يحجبها إلا عن عينيه.**
- إن الذي يحاول حجب الشمس بيديه، لن يحجبها إلا عن عينيه.**
*****
* https://twitter.com/abulmozn
* https://twitter.com/abulmozn
** إن الذي يحاول حجب الشمس بيديه (التي اعتادت الشحاذة)، لن يحجبها إلا عن عينيه (إن كانتا تبصر).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق